Páginas

domingo, 12 de mayo de 2013

الحرب والنهب.. رواية إسبانية عن الحرب في العراق

Traducción del español al árabe del artículo: Guerra y expolio, en el diario iraquí Azzawra. Cuando se cumple una década del conflicto, Alfonso Ruiz de Aguirre novela el saqueo de obras de arte en la invasión de Irak.

الحرب والنهب
نشرت جريدة أ ب ث الإسبانية طبعة إشبيلية وعلى صفحتها الثقافية مقالا عن رواية "غدا أنقذك أنا" والتي تتحدث عن العراق وما دار به أثناء الغزو الأمريكي. وبعد اكتمال عقد من الزمان على الصراع، يروي ألفونسو رويث دى أغيرّى نهب الأعمال الفنية في غزو العراق.
وبينما كانت بغداد محرقة وتمثال صدام حسين ينهار، قام ناهبو الأعمال الفنية وبانضباط تام بعملهم وذلك حسب أوامر هواة جمع اللقى والتجار. ففي هذا السيناريو وضع الكاتب ألفونسو رويث دى أغيرّى روايته الأخيرة "غدا أنقذك أنا"، وهي قصة يتداخل فيها القتل والخيانة والنهب الثقافي، وتلوح في كل تلك الفوضى الجماعات الإسلامية والمخابرات الأمريكية والموساد. ومن أغصان الصفصاف هذه ينسج رويث دى أغيرّى قصة محمومة ومدعومة بين الرواية السوداء (البوليسية) والمغامرات والإثارة. وتتسبب مخطوطة غامضة قادرة على تغيير تأريخ الإسلام في كارثة وإشعال لهيب الحرب العالمية الثالثة ويضفي حبكة من تحولات مفاجئة لأحداث الرواية، فهي قراءة جديرة بالثناء لعشاق عالم الجواسيس.
وبعد عشر سنوات منذ أن أمر الرئيس جورج دبليو بوش غزو البلد وأعلن أن أهداف الهجوم قد أنجزت - قال باندفاع من التفاؤل "المهمة أنجزت"- فإن آثار الدمار لا تحصى. وبغض النظر عن الخسائر في الأرواح البشرية حدثت واحدة من الحلقات الأكثر خزيا عندما اقتحم حشد من الغوغاء المتحف الوطني. ومع ذلك، فهذه الفوضى الواضحة كانت أكبر عملية مع سبق الإصرار. "كانت القطع قد أصبحت في عهدة هواة جمع اللقى من مختلف أنحاء العالم وقام بإخراجها من هناك جماعات منظمة والتي كان لديها معلومات مهمة" يؤكد رويث دى أغيرّى، والذي يشدد أنه عندما عاد عمال المتحف إلى وظائفهم، ولا حتى الكراسي كانت موجودة، هكذا كان حجم النهب.
ما يبدو إنهم جحافل لم يكونوا من هذا القبيل. فالهمجيون يعرفون جيدا ما يفعلون. "سرقوا بالتكليف ودمروا الآثار وخرجوا بغنيمة باعوها فيما بعد إلى أقطاب كبيرة من العالم المتحضر" يقول رويث دى أغيرّى والذي يزعم أن قوات المارينز وقفوا متفرجين عندما حذر الصحافي روبرت فيسك المحرر في جريدة الاندبندنت من الدمار الذي يرتكب في المكتبة الوطنية ومكتبة علوم القرآن.
خبير في التأريخ العسكري، على الرغم من التناقض الظاهري لم يؤدي الكاتب الخدمة العسكرية لأنه صرح بما في نفسه معارض للضمير، فالروائي لا يُدعى بالخداع. "أنا لست واحدا من أولئك السذج الذين يفكرون بأن قواتنا تخرج في مهمات حفظ السلام لتوزيع زجاجات الماء" يؤكد الكاتب الذي حصل على جائزة فيليبى تريغو للرواية في عام 2000 والذي سينشر قريبا في الولايات المتحدة مجموعة قصصية تحمل عنوان "ضاحية بدون تانغو". ولا يتوقف الراوي عن إثارة الحيرة والصراحة التي تطرق إليها الصحفيون الإسبان في حرب الخليج، كما لو كان الجنود الإسبان ثانويين مترفين من الذين شاركوا في مناوشات تافهة ليس إلا.
فراغ قانوني. إنها ليست المرة الأولى التي يتطرق بها رويث دى أغيرّى إلى حرب العراق. فاهتمامه في النزاع يعود إلى بحثه عن العسكري سرخيو سانتيستيبان، "الذئب"، الذي تعرض لاعتداء تفجيري والعجز التام. لم يحدث كابوس "الذئب" كثيرا في الديوانية حيث كانت وجهته، كما في مدريد، عندما دفعته البيروقراطية إلى فراغ قانوني. ولا يعترفون به كجريح في القتال لأنه كان عضوا في مهمة لحفظ السلام ولا كضحية للإرهاب. وعندما رفع دعوى بقضيته كان على وشك الدخول في سجن عسكري. أدت به هذه السخرية المروعة من الحكومة الإسبانية إلى كتابة سيرة الجندي البائس، ذئب محجوز ما بين الجنة والنار. الرقيب الإسباني في حرب العراق.
وقد جذبت مؤلف كتاب "غدا أنقذك أنا" الحضارة البابلية منذ بواكير عمره. وما يؤلمه أن كل العالم يسمع الحديث عن توت عنخ آمون والكتابة الهيروغليفية في مصر، وعلى النقيض من ذلك، فهناك ازدراء وجهل فظيع لبلاد ما بين النهرين المنخفض، إذ لا أحد يعرف أي شيء عن الملك نارام سين وعن سيدة الوركاء وعن الحياة في نينوى أو الإلهة عشتار. "كان المصريون يستخدمون الحجر وهذا الحجر تم تخليده. واستخدم البابليون الطين وهذا الطين تحول إلى غبار".
إن الإسلام والصراعات الداخلية بين السنة والشيعة هي جزء من حبكة رواية "غدا أنقذك أنا". مع العلم إنها تتوغل في أرض زلقة، ولا يتهرب الكاتب من مجادلة ونهب المفكرين الغربيين. "ويظهر معظم الكُتاب اليوم أنهم على استعداد تام للتنديد بلا حدود بالكنيسة الكاثوليكية لأنهم يعلمون أن الكاثوليك (ما عدا في "شفرة دافنشي") لا يقتلون".

No hay comentarios:

Publicar un comentario